إنهيارُ "شرفةِ الإستقلالِ"!
لا شيءَ صدفةً في هذا العالمِ، هناكَ سببٌ ومسبِّبٌ وهناكَ توقيتٌ لكلِّ شيءٍ، والتَّوقيتُ أحياناً يفسِّرُ المضمونَ.
الأسبوعُ الفائتُ إنهارتْ شرفةٌ في الاشرفية في شارعِ الإستقلالِ،
أُطلِقَ عليها إسمُ "شرفةِ الإستقلالِ"!

يا لها منْ مصادفةٍ، هلْ يُعقَلُ أنْ تنهارَ "شرفةُ الإستقلالِ" في شهرِ الإستقلالِ الذي تحلُّ ذكراهُ هذا الاسبوعَ؟ وكأنَّ الطبيعةَ والعواملَ التي أدَّتْ إلى سقوطِ الشُّرفةِ،
أرادتْ أنْ تُذكِّرَنا بإنهيارِ الإستقلالِ، ولا لزومَ لإحياءِ الذكرى،
فعنْ أيِّ إستقلالٍ نتحدَّثُ والناسُ يعيشونَ تحتَ إحتلالِ الإفلاسِ؟

booked.net
logo

الإثنين ١٧ - نوفمبر - ٢٠٢٥

الإثنين ١٧ - نوفمبر - ٢٠٢٥

logo
tabbah jewelry
Let's Stay Connected
هلْ إستسلمتْ السُّلطةُ فعلاً؟

لم نعدْ نعرفُ إذا كنَّا نعيشُ حقيقةً في حقلٍ منْ الغامِ الشَّائعاتِ والتَّهويلِ والتَّخويفِ منْ حربٍ إسرائيليةٍ ضدَّ لبنانَ، محدودةً كانتْ ام واسعةً، ام أنَّ الامرَ حقيقيٌّ وصارَ محتوماً ومحسوماً والمسألةُ هي مسألةُ ايَّامٍ وتوقيتٍ تبعاً لمعاييرَ محدَّدةٍ يضعها بنيامين نتنياهو وحدهُ،
ويُبلِّغُ عنها الجانبَ الاميركيَّ في الساعةِ صفر..
وهذا الامرُ ليسَ صحِّياً على الإطلاقِ، فبعدَ اسبوعٍ ونصفٍ تحلُّ ذكرى مرورِ سنةٍ على توقيعِ "وثيقةِ الإستسلامِ" إذا صحَّ التعبيرُ،
والتي كانَ منْ مصلحةِ حزبِ اللهِ كما لبنان التَّصديقُ عليها قبلَ فواتِ الاوانِ وقبلَ أنْ يتدمَّرَ ما تبقَّى..
وها نحنُ نعودُ إلى الدَّوامةِ نفسها منَ الخوفِ والقلقِ منْ تجدُّدِ العمليَّاتِ العسكريَّةِ ضدَّنا ولا نعرفُ سقفها وتاريخَها ومداها الجغرافيَّ ..
وثمَّةَ منْ يقولُ أنَّ العمليةَ قد تتمُّ اولاً ضدَّ ايران في مجموعةِ هجماتٍ جديدةٍ لقطعِ الرأسِ المدبِّرِ للبنانَ وهنا تسقطُ الأذرعُ المتبقِّيةُ.
***

فهلْ هذا ما سيجري؟
وهلْ نتحمَّلُ بعدُ تبعاتَ الإنتظارِ الصَّعبِ والمميتِ والممِّلِ للحظاتِ الرُّعبِ الآتيةِ إلى حياتنا التي لم يعدْ فيها شيءٌ للأسفِ..
والمحزنُ أنْ لا إتصالاتَ ديبلوماسيةً ولا محاولاتٍ حتى لمعرفةِ إلى أينَ تذهبُ الامورُ..
فهلْ إستسلمتْ السُّلطةُ حُكماً امامَ إحتمالاتِ أيِّ حربٍ، ام أنَّها تريدُ للإسرائيليِّ أنْ يُسهِّلُ لها ما عجزتْ عنهُ منذُ أشهرٍ لناحيةِ حصرِ السِّلاحِ..
وهنا معاذَ اللهُ أنْ نكونَ نُسوِّقُ لعملٍ تخوينيٍّ ام لا..
لكنَّ كثراً يقولونَ في الصالوناتِ ما لا يُقالُ في العلنِ:
"هلْ ننتظرُ إسرائيلَ لتقضيَ على ما تبقَّى منْ سلاحٍ"؟
للأسفِ... هنا وصلَ تفكيرُ بعضِ النَّاسِ لأنَّ الدولةَ لم تُظهرْ جدِّيةً كاملةً حتى الساعةَ في وقتٍ لا يزالُ بعضُ الخارجِ يُعطينا الفرصةَ تلوَ الفرصةِ.
***
وها هو رئيسُ الحكومةِ نواف سلام يشكرُ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ على إرسالها وفداً كبيراً لدراسةِ حلولٍ منْ اجلِ أزمةِ الصادراتِ اللبنانيةِ إلى السعوديةِ..
وهو بابُ ضوءٍ فُتِحَ..
فبماذا سيُجيبُ المسؤولونَ اللبنانيونَ؟
هلْ لديهمْ اجوبةٌ على إستمرارِ بعضِ مساربِ التَّهريبِ في المرفأِ وعلى تعطُّلِ ماكيناتِ السكانر بشكلٍ دوريٍّ ومدروسٍ لألفِ سببٍ وسببٍ؟
وهلْ نضمنُ جودةَ البضائعِ اللبنانيةِ ومَنْ يراقبها؟
وهلْ قضينا نهائيَّاً على شرايينِ معاملِ الكبتاغون بينَ لبنان وسوريا، والتي كانتْ لغايةِ الأمسِ لا تزالُ شغَّالةً والدليلُ،
أنَّهُ يتمُّ الإعلانُ دورياً عنْ توقيفِ شبكاتِ تهريبِ كبتاغون ومخدَّراتٍ فمنْ أينَ تأتي هذهِ؟
وهلْ ضمنَّا فعلاً عدمَ تسرُّبِ خلايا امنيَّةٍ ميليشياويَّةٍ إلى الخليجِ تضرُّ بلبنانَ؟
قليلٌ منَ الجدِّيةِ يا سادة..
في تطبيقِ القراراتِ الدَّوليةِ، وفي إثباتِ أنَّنا دولةٌ بدأتْ بإصلاحِ كلِّ ما إنهارَ..!

مرة
7
7
0
0
1
6
قرأ المقال